سورة الأحزاب - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


اتق الله: اعمل صالحا وأطع الله. وتوكل على الله: اعمل وفوض أمورك اليه. وكيلا: حافظا.
في هذه الآيات الكريمة توجيهٌ للنبيّ الكريم ان يستمر على تقواه حتى يكونَ قُدوةً للمؤمنين، وان لا يُخدع بالكافرين والمنافقين بل يظل حذِرا منهم ومن مكايدهم، وأن يعملَ بما يوحيه الله إليه ومن ثم يتوكّل على الله ويفوّض جميع أموره اليه، {وكفى بالله وَكِيلاً} يحفظُه ويحرسه ويمنع عنه كلَّ شرّ، وقد فَعل.
قراءات:
قرأ ابوعمرو: {بما يعملون خبيرا}، والباقون: {بما تعملون} بالتاء.


تظاهِرون: تقولون للمرأة: انتِ عليَّ كظهر أمي، وكانت عادةً في الجاهلية، إذا قال الرجل لزوجته هذا القول حرُمت عليه ابداً. فجاء الإسلام وأبطل هذه العادة وجعل الحرمة مؤقتة وعليها غرامة. الادعياء مفردها دعي: هو الذي يتبناه الانسان. وكان ذلك معمولا به في الجاهلية وصدرِ الإسلام ثم حَرُم بهذه الآيات. السبيل: طريق الحق. أسط: اعدل. مواليكم: أولياؤكم. المولى له عدة معان: المولى الربّ، والمالك، والولي المحب، والصاحب، والجار، والقريب من العصبة كالعم وابن العم ونحو ذلك، والمعتِق والعبد....
{مَّا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} حتى يطيعَ بأحدِهما ويعصي بالآخرة، وكان العرب في الجاهلية يقولون: للرجل الذكيّ قَلْبان، وهذه خرافة.
وما جعل زوجةَ أحدِكم حين يقول لها: أنتِ عليَّ كظهرِ أمّي، أمّاً له حقيقة، فأبطِلوا، وعلى من تفوّه بها كفّارة.
{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ....} حرم الإسلام ان يتخذ الإنسان ولداً أو بنتا ويقول هذا ابني، أرِثه ويرثني، وأمرنا ان ندعوهم لآبائهم، فاذا لم نعلم آباءهم فانهم إخواننا في الدّين وموالينا واحبابنا.
ويرفع الله عنا الحرج بما أخطأنا به: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ} ويحذّرنا من أن نتعمد الأعمالَ الممنوعة، ومع هذا فانه غفور رحيم.
قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: {اللاءِ} بهمزة مكسورة بدون ياء. والباقون: {اللائي} بهمزة بعدها ياء.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: {تَظَّهَّرون}، بفتح التاء وتشديد الظاء والهاء المفتوحتين. وقرأ ابن عامر: {تظّاهرون}، بفتح التاء وتشديد الظاء بعدها الف. وقرأ عاصم: {تُظاهِرون}، بضم التاء وفتح الظاء بدون تشديد كما هو في المصحف.


اعلموا ايها المؤمنون أن النبيّ احرصُ على استقامة امركم وأحقّ بولايتكم من أنفسِكم، فعليكم ان تطيعوه وتتبعوا شرعه. وازواجُه مُنَزَّلاتٌ منازلَ أمهاتكم فعليكم ان توقّروهن ولا تتزوجوهن من بعده. وذوو القرابات أولى ببعض في امر الوراثة من المؤمنين والمهاجرين، (وكان المؤمنون يتوارثون كأنهم أسرة واحدة) لكن يجوز ان تعطوا بعضَ من والَيتم في الدين من المتّصلين بكم، أو توصوا لهم بجزء من مالكم. كان هذا ثابتا في اللوح المحفوظ والقرآن.
واذكر يا محمد حين أخذْنا على النبيّين عهدا، وأخذنا مثلَه عليك وعلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم بتبليغ الرسالة والدعوة إلى الدين {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً} عظيمَ الشأن. وسوف يسأل الله يوم القيامة جميع الانبياء عما قالوه لقومهم، ولما لاقَوه منهم وأعدَّ للكافرين عذاباً أليماً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6